831. حَادِث رَهِيب ١
عمّ جو الترقب في المدينة. لم يعد يسمع صوت ضحك أو غناء. الجميع خائفون.
المربية: "أتمنى لو تنتهي هذه الحرب المرعبة بسرعة."
ٳمرأة: "هل سينتصر الملك شاول على الأعداء يا ترى؟"
كان الحراس من على أسوار المدينة هم أول من رأى العدّاء راكضًا باتجاههم. لقد جلب معه أخبارًا من جبهة المعركة. لكن ملامح وجهه لا تدعوا للتفائل.
الرسول: "لقد تمكن العدو من تخطّي خطوط دفاعنا. الملك شاول والأمير يوناثان قد ماتا. اهربوا! انقذوا حياتكم!"
بذعر كبير ترك الناس المدينة وهربوا.
يا له من يوم رهيب. بالأخص لمفيبوشث. بالرغم من أن عمره كان خمس سنين فقط، فقد علم بكل شيء ولا سيما بموت أبيه الأمير يوناثان.
فهو لن يعود ٳلى البيت أبدًا ولن يحمله بيديه بعد الآن. كما أنه لم يعد بوسعه التدرب معه بالقوس والنشّاب أو حتى رواية القصص. أخذ مفيبوشث يبكي.
خافت مربيته عليه.
المربية: "هيا مفيبوشث، علينا أن نرحل. لا يجب ٳضاعة الوقت."
غادرا القصر مسرعين وعندها حدث ذلك.
مفيبوشث: "آخ! آخ، قدمي!"
زلّت قدم مفيبوشث ووقع أرضًا، ٳصابته كانت بليغة جدًّا حتى أنه لم يعد قادرًا على المشي. تخيل أن هذه الحادثة سببت له ٳعاقة دائمة بقدميه. هذا كان أتعس يوم في حياته. أولًا علم بموت أبيه ومن ثم الهرب والحادث، وأصبح الآن مشرّدًا ما من بيت له. بعد فترة وصل اللاجئون ٳلى مدينة لودبار. لودبار تعني "دون معنى، غير قيّم". ٳسم هذه المدينة انطبق على مفيبوشث. ففجأة لم يعد لحياته أي معنى. بالتأكيد في تلك اللحظة اعتقد بأن لا قيمة له.
هل تشعر أحيانًا بأن لا قيمة لك أنت أيضًا؟ فأنت لست الأول في صفك، وحتى في الرياضة لا تستطيع تحقيق أفضل نتيجة. ولذلك تفكّر بأن الآخرين أفضل منك بكثير وهم محبوبون. هل تستطيع أن تفهم مفيبوشث الآن؟ هكذا عاش الكثير من السنين في لودبار.
كان داود أفضل صديق لأبيه. عندما كان هو ملك ٳسرائيل، أخذ في يوم من الأيام يسير في قصره ويفكر.
داود: "يا خادمي صيبا، هل بقي أحد من عائلة شاول على قيد الحياة؟"
صيبا: "نعم، ٳبن يوناثان، مفيبوشث المعاق."
داود: "وأين هو الآن؟"
صيبا: "ٳنه يسكن في لودبار."
ماذا ينوي الملك داود يا ترى؟
هذا ما سأخبرك به في القصة القادمة.
الأشخاص: الراوي – المربية – ٳمرأة – الرسول – مفيبوشث – داود – صيبا.
ynamreG FEC :thgirypoC ©