79. الَّذِي لاَ يُرِيد أن يَسمَع ١

(صوت الطرق)

الرجل الأول: "الآن بدأ من جديد."

إمرأة: "إنه يزعجني كثيرًا."

الرجل الثاني: "إنه أغرب شخص عرفته في حياتي. فهو يدّعي بأن الله أخبره بأن مطر كثير سيهطل."

الله قد أخبره بذلك حقًّا.

الله تكلم: "قررت القضاء على كل الناس على الأرض. إنهم شريرون بأفكارهم وبأعمالهم."

كان نوح الرجل الوحيد الذي كان أمينًا لله. وهذا تطلب منه الكثير من الشجاعة، وهكذا لم يسر في طريق الشر.

لقد صمد أمام التجارب وفعل كل ما قاله الله له فرضي الله عنه كثيرًا.

الله تكلم: "نوح، إبنِ لك سفينة من خشب. لأنني سأُحدِث طوفانًا عظيمًا. سيُغرق كل ما هو حيّ. لكنني سأخلصك، أنت وإمرأتك وأولادك مع نساءهم."

فعل نوح كل ما قاله الله له وبنى مع أبنائه السفينة بالمواصفات التي أعطاه الله إياها. طول 051 مترًا، عرض 22 مترًا و 21 مترًا علوًا. مقسمة على ثلاث طوابق، في كل منها العديد من الغرف. وجعل للسفينة بابًا وطاقة في السقف. وطلاها بالزفت من الخارج والداخل ليمنع تسرّب المياه إليها.

هل يمكنك أن تتخيّل سخرية الآخرين منه؟

الرجل الأول: "نوح قد جنّ بالتأكيد. من أين ستأتي المياه، لتتمكن سفينته هذه من الإبحار؟"

الرجل الثاني: "في حياتي كلها لم يسبق لي ورأيت مطرًا. توقف يا نوح عن بناء السفينة وتمتع بالحياة."

لكن نوح لم يتوقف. بل فعل كل ما قاله الله له. وهكذا بعد الكثير الكثير من العمل الشاق، إنتهى من بناء السفينة.

الله تكلم: "يا نوح! إصعد الآن مع عائلتك إلى السفينة. خذ من كل حيوانات الأرض ذكرًا وأنثى وخذ طعامًا وعلفًا بكمية كافية. بعد أسبوع سيبدأ هطول المطر وسيستمر أربعون يومًا بلياليها دون إنقطاع."

لم يكن نوح قد رأى المطر بعد، لكنه فعل كل ما قاله الله له. صعد مع عائلته وأقاربه إلى سفينة الخلاص. أما الحيوانات فأتت من تلقاء نفسها، يبدو إنها أحسّت بالخطر.

دخل الجميع عبر باب السفينة.

أغلق الله الباب بنفسه بعد دخول نوح. لقد خلص الذين وثقوا به وأطاعو وصاياه.

والآخرين؟ لم يريدوا.

ها هي تسقط أول قطرة مطر... عندئذ لاحظوا فجأة بأن الله ينفذ ما يقوله.

في القصة المقبلة سأخبرك بتتمة هذه الأحداث.

الأشخاص: الراوي – رجلان – إمرأة – الله.

ynamreG FEC :thgirypoC ©