06. عيد الميلاد - بطَرِيقة مُخْتَلِفَة تَمَامًا ٢

ما من أحدٌ في القرية الصغيرة سيحتفل بعيد الميلاد. لا أحد يهتم بأن الرب يسوع قد وُلد. لكن عند ثريا كان الأمر مختلفًا. فقد كانت أخبرت أخاها في الصباح الباكر سرًّا قصة مريم ويوسف والطفل يسوع. كانت ترغب بأن تحتفل بعيد الميلاد، لكنها لا تعرف كيف.

ما من أشجار ميلادية أو هدايا ولا أضواء زينة ولا أغاني... لم يكن الجو هنا كما في مدرستها المسيحية. ربطت ثريا مريول المطبخ على خصرها وأخذت تعجن للخبز، ثم أحضرت ماءً من البئر وحلبت الماعز. لقد سرّها كثيرًا أن تساعد أمها المتعبة. هذه كانت طريقة أخرى للإحتفال بالميلاد. عند المساء أتى الكثير من الزوار للسلام عليها. كذلك جاء أقاربها لكي يرونها لأنها لم تكن تأتي إلى البيت إلا في العطلة.

كان لحم الأرانب المشوي شهيّ للجميع. وبعد الطعام قال حسّان مفاجئًا:

حسّان: "ثريا! هل ستخبرينا قصة الطفل يسوع في المذود، القصة التي أخبرتني إياها اليوم صباحًا؟"

سيطر الصمت المحرج في الغرفة. لأن اسم يسوع لم يكن مرغوبًا به هنا، لذلك نظر الجميع إلى ثريا غاضبين. فقال ابن عمها ساخرًا:

أمين: "هل أخبروك عن يسوع في مدرستك؟ إياك أن تتكلمي عنه!"

لم تتفوه ثريا بأية كلمة. شعرت بأنها وحيدة منبوذة، تمامًا مثل يسوع قبل الكثير من السنين. لا يهم ما سيحدث، فهي أرادت أن تبقى وفية ليسوع. هنا بادر والدها بالكلام:

الوالد: "طبعًا ثريا لا تصدق القصص الموجودة في الإنجيل. فنحن لدينا دينٌ آخر. وهذا تعرفه هي جيدًا. أليس كذلك يا ثريا؟"

ثريا: "كلا، أنا أومن بيسوع، إنه الطريق الوحيد الذي يوصلنا إلى الله في السماء. لقد قال يسوع: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي." (يوحنا 41: 6)

صمت رهيب ونظرات عابسة حدَّقت بابنة الثلاثة عشر عامًا. لقد آلمها كثيرًا بأن يرفض الآخرون يسوع. فخرجت مسرعة باكية. هي وحدها تحب الرب يسوع، لكن لماذا لا يحبه الآخرون؟ لم تجد ثريا أية إجابة.

فجأة أخوها الصغير حسّان بقربها قائلًا:

حسّان: "ثريا، أنا أحب قصصك، وأنا أرغب أن أصبح مثلك."

ابتسمت ثريا ولم تعد خائفة. وملأ فرح الميلاد قلبها. لقد احتفلت بالميلاد بطريقة مختلفة مع يسوع في قلبها.

الأشخاص: الراوي – حسّان – أمين – الأب – ثريا.

ynamreG FEC :thgirypoC ©