65. الله لا يَنسَى أحَدًا ٤

انتظر يوسف اسبوعًا، ثم اسبوعًا آخرًا... الشهر بكامله مضى. مما جعله يفكر مرارًا:

يوسف: "لماذا لا يخرجني أحدٌ من هنا؟ أنا بريء مرمي في السجن."

أحد المسجونين الذي أُطلق سراحه وعد يوسف بأنه سيتحدث إلى فرعون بشأنه، لكنه نسيه. وهكذا مضت سنتان. ولكن كان هناك واحدا لم ينسى يوسف. الله. هو كان قد وعد يوسف أنه سيصبح حاكمًا عظيمًا، فالآن بدأ الله أن نوفي بوعده.

رأى الفرعون حلمًا. لكن ما من أحد استطاع أن يفسره له. لذلك أصبح قلق جدًّا. عندئذ تذكر خادم الفرعون بشيء.

الخادم: "أنا أعرف شابًّا يُدعى يوسف، لقد رُمي في السجن وهو بريء. وحده يستطيع أن يفسر أحلامك. لقد نسيته كليًّا."

الفرعون: "اجلبوه إليَّ في الحال."

أُطيع أمر الفرعون وحضر يوسف أمام حاكم البلاد منحنيًا.

الفرعون: "لقد قيل لي بأنك تستطيع تفسير الأحلام."

يوسف: "يا أيها الفرعون العظيم، لست أنا مَن يفسر الأحلام، إنما الله هو الذي يفعل ذلك."

الفرعون: "لقد حلمت بأنني واقفٌ على ضفة النيل وفجأة خرجت سبع بقرات سمينات من الماء وفي الحال افترستهن سبع بقرات جائعات. من ثم رأيت سبع سنابل مليئة بالقمح ابتلعتهن سبع سنابل يابسة. هل تستطيع أن تقول لي ما معنى هذا؟"

يوسف: "الله يريد بذلك أن يُعلمك بأنه سيأتي سبع سنين خصبة حيث سيكون الحصاد وفيرًا جدًّا. بعدها ستأتي سبع سنين جفاف ولن ينبت زرعٌ. أنا أؤكد لك بأن هذا ما سيحصل. فمن الأفضل أن تجد لنفسك رجلًا ذكيًا يجمع مؤنًا من السنين الخصبة حتى لا يموت الشعب جوعًا في السنين القاحلة."

اقتنع الفرعون بهذا الاقتراح.

الفرعون: "يوسف، أنت ستكون هذا الرجل. إن الله معك وأنا سأعينك نائبًا عني. كل شخص في مصر كلها عليه أن يطيعك."

يوسف أصبح الرجل الثاني في البلاد! لم يستطع أن يصدق ذلك. فالله لم ينسه. حتى أنه في بعض الأحيان تظهر الأمور عكس ذلك... نبذه إخوته، بيع كعبدٍ ومن ثم رُمي من دون ذنب في السجن لحوالي عشر سنوات. من هذا عليك أن تأخذ العبرة، أن الله لا ينسى أحدًا. وهو لن ينساك أنت أيضًا. ثق به وأستوفي حياتك بين يديه. إن ما سيعمله عمله الله من خلال يوسف سيثير دهشتك لذلك. هو من المهم أن لا تفوت عليك القصة المقبلة.

الأشخاص: الراوي – يوسف – الخادم – الفرعون.

ynamreG FEC :thgirypoC ©