38. تَجرِبَة دَانيَال ١

حاصر الملك الكبير نبوخذناصر مدينة أورشليم واستطاع إحتلالها. كان الوضع ميؤوسًا منه.

الله قد سمح بأن يُأخذ الملك يهوياقيم أسيرًا، الذي عبد الأصنام فلم تنجده. قام الأعداء بسرقة كنوز المدينة كلها حتى أنهم نهبوا المعبد.

الملك نبوخذناصر: "أشفنز، أريدكم أن تـاخذوا الفتيان الإسرائيليين ليكونوا خدّامًا لي في بابل. خذوا الأقوياء والأصحاء منهم وذوي المنظر الحسن."

مسافة ألف كلم وأكثر سيق الأسرى بعيدين عن أرضهم. وكان دانيال ورفاقه من بين الأسرى أيضًا.

أخيرًا وصلوا إلى المدينة الكبيرة، إلى بابل. ما الذي ينتظرهم هناك في قصر الملك يا ترى؟ لم يكن لديهم أية حقوق. كان عليهم طاعة كل الأوامر. لكن دانيال ورفاقه كانوا قد قرروا أن يبقوا أمناء لله. هل هذا ما تنويه أنت أيضًا؟ هل هذا مبدأك؟

هل أنت أمين له في المدرسة وفي البيت؟ عند الأصحاب وفي الملاعب؟ إن الأمر يستحق أن نبقى أمناء لله.

لم يطل الأمر على دانيال ورفاقه حتى أتاهم الإختبار الأول. كان الملك قد أمر بتعليمهم لغة البابليين وآدابهم وكذلك أشياء أخرى كثيرة لمدة ثلاث سنوات. قُدمت لهم أفضل وأشهى الأطعمة من مائدة الملك.

دانيال: "حننيا، من المستحيل أن نأكل. فهذه الأطعمة مخالفة لشريعة الله."

حننيا: "أتعتقد، سيقدمون لنا غير ذلك؟"

دانيال: "رجاءً، لا يجوز لنا أن نأكل من مائدة الملك."

أشفنز: "إن الملك بنفسه قد عيّن طعامكم وشرابكم. إذا عاملتكم بطريقة مختلفة وسمحت لكم بأكل ما تريدون أخاف أن يُقطع رأسي إذا ساءت صحتكم وأصبحتم أنحل من الفتيان الآخرين."

دانيال: "جربنا لفترة عشرة أيام. أعطنا خلالها خضار لنأكل وماءً لنشرب، بعد ذلك تستطيع أن تقارننا بالفتيان الآخرين وعندها عاملنا بحسب ما تراه صوابًا."

إستجاب المراقب لطلباتهم هذا. أما النتيجة فيصفها الكتاب المقدَّس على هذا النحو:

"وَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْعَشَرَةِ ٱلْأَيَّامِ ظَهَرَتْ مَنَاظِرُهُمْ (دانيال ورفاقه) أَحْسَنَ وَأَسْمَنَ لَحْمًا مِنْ كُلِّ ٱلْفِتْيَانِ ٱلْآكِلِينَ مِنْ أَطَايِبِ ٱلْمَلِكِ."

عندها سمح لهم المراقب بأن يتابعوا أكل الخضار وشرب الماء.

بقي دانيال صامدًا، أمينًا لله، وكذلك كوفىء. فبعد ثلاث سنين أتى الإمتحان الكبير أمام الملك.

كان دانيال ورفاقه هم الأفضل.

الملك نبوخذناصر: "هؤلاء الرجال اليافعين هم أذكى بعشرة مرات من كل حكماء مملكتي. أنا أريدهم أن يكونوا في خدمتي."

لم يطل الأمر حتى داهمهم خطرٌ كبيرٌ. عن ذلك ستخبرك القصة القادمة.

الأشخاص: الراوي – الملك نبوخذناصر – دانيال – حننيا – أشفنز.

ynamreG FEC :thgirypoC ©