58. مُعجِزَة آتُون النَّار ٣

لقد إنتهى صنع التمثال الكبير. عرضه ثلاثة أمتار وطوله 03 مترًا. لا يمكن تجاهله.

رسول الملك: "تعالوا واسمعوا أمر الملك للجميع. عندما تسمعون ألحان جوقة الموسيقى، ترتمون في الحال ساجدين لتمثال الذهب الذي أقامه الملك نبوخذناصر. ومَنْ لا يفعل ذلك يرمى في أتون النار ويُحرَق."

لم يتجرأ أحدٌ على قول أي شيء. الجميع مستعدون لتلبية هذا الأمر. لكن ثلاث رجال كانوا واقفين إلى جانب الطريق صامتين قد بدا عليهم أنهم غير متحمسين لهذه الدعوة. فمنذ العديد من السنوات كانوا قد أحضروا بالقوة من أرض إسرائيل. لقد خسروا وطنهم، لكنهم لم يتخلوا عن إيمانهم بالله. عرفوا أن أمر الملك هذا قد تخطى كل الحدود. عبادة الأصنام. لا أبدًا!

(موسيقى) في الحال سجد الجميع أمام التمثال وأخذوا يسبحونه.

ثلاث رجال بقوا واقفين. فلفتوا النظر إليهم.

شاكٍ: "أيُّها الملك، لقد أمرت بأن يسجد الجميع للتمثال الذهبي. لكن ثلاث رجال يهود لم يطيعوا هذا الأمر."

الملك: "ماذا؟ لم يطيعوا أمري؟ أحضرهم أمامي في الحال!"

(إحضار رفاق دانيال أمام الملك)

الملك: "أصحيح أنكم لا تريدون عبادة إلهي أنا؟ سأعطيكم فرصة ثانية، أما إذا خالفتم الأمر مرّة أخرى، عندها تُرمون حالًا في النار. ولا تعتقدوا بأن إلهكم يستطيع نجدتكم."

ما هو الشيء الأهم في هذه اللحظة؟ حياتك أم الوفاء لله؟ الرجال الثلاثة لم يطيلوا التفكير.

رفيق دانيال: "إذا أراد إلهنا فهو يستطيع أن يخلصنا حتى من أتون النار. وإذا لم يرد أن ينجينا فسنبقى أيضًا أمناء له. لن نعبد أصنامًا أبدًا!"

هؤلاء الرجال أحبوا الله فوق كل شيء. مما جعل نبوخذناصر يفقد أعصابه ويصرخ:

الملك: "حموا أتون النار سبعة أضعاف عما يجب. وارموهم فيه حالًا!"

من دون تردد، ألقي رفاق دانيال في أتون النار الذي كان حاميًا جدًّا حتى أن لهيب النار حرق الرجال الذين حملوهم إلى الأتون.

حدّق الملك في وسط النار.

الملك: "أنا أرى أربعة رجال يسيرون في وسط النار. أحدهم يشبه ابن الآلهة."

فتح الملك باب الأتون.

الملك: "اخرجوا يا خدّام الله العلي."

لقد خرج الرجال الثلاثة من دون أن يكون عليهم أية آثار حريق. لم تحترق شعرة من رؤوسهم حتى أن ثيابهم لم يكن فيها رائحة حريق.

الله نجاهم من النار. هل تعرف هذا الإله الذي يقوم بعجائب كهذه؟

إبقى أمينًا له في كل مكان وزمان.

الأشخاص: الراوي – رسول الملك – شاكٍ – الملك – رفيق دانيال.

ynamreG FEC :thgirypoC ©