85. كلُّ ما يَعمَلُهُ الله هُو حَسَن ٦

يا له من يومٍ ملؤه القلق. قام إخوة يوسف برحلة ثانية إلى مصر لشراء الحبوب. إنهم لا يعرفون بأن حاكم تلك البلاد هو أخوهم الذي كانوا قد باعوه كعبدٍ قبل عشرين عام بدافع الحسد.

أمر يوسف بتحضير عشاءٍ إحتفالي. لقد أجلسهم إلى المائدة بالترتيب حسب عمر كل واحدٍ منهم تمامًا كما في بيتهم. هذا ما حيّر الإخوة. بعدها غادروا المدينة فرحين جدًّا ومعهم كل أنواع الحبوب. لكنهم لم يستطيعوا الابتعاد كثيرًا.

الوكيل: "توقفوا في مكانكم لا تتحركوا: لقد سرقتم كأس سيدي الفضية."

أخ: "نحن لم نسرق شيئًا. تعال وتحقق من ذلك بنفسك."

فتش الوكيل كل شيء معهم. أخيرًا فتح كيس الأخ الأصغر.

الوكيل: "هذا هو اللص. أنتم بإمكانكم الرحيل أما هو فيبقى كعبدٍ هنا."

أحضروهم أمام يوسف. وسجدوا أمامه مرتعدين. في الواقع هو الذي أمر بوضع الكأس في كيس بنيامين ليختبرهم. هل سيبقون متحدين أم إن الشر لا يزال يملأ قلوبهم؟ خاطبهم يوسف بقسوة:

يوسف: "لماذا فعلتم هذا؟ اللص يبقى كعبدٍ عندنا."

هنا قال يهوذا:

الأخ: "خذني أنا كعبد بدلًا من بنيامين وأطلقه. وإلا سيموت والدنا حزنًا."

لقد بقي الإخوة متحدين... هنا كشف يوسف نفسه لهم.

يوسف: "ألم تعرفونني بعد؟ أنا يوسف، أخوكم."

لم يصدقوا ذلك، وعانقهم وبكى من الفرح.

يوسف: "إن الله أرسلني إلى مصر لكي أنقذ حياتكم. أحضروا والدنا وعائلاتكم إلى هنا لأنه لا يزال أمامنا خمس سنين من الجفاف فأنا سأهتم بكم."

غادروا إلى أرضهم محملين بالكثير من الهدايا. وكم كان فرح الأب كبيرًا عندما علم بأن يوسف حيٌ. بعد وقت قصير ترك سبعون شخصًا تلك الأرض وتوجهوا إلى مصر. لقد جلبوا معهم كل ما يملكونه وسكنوا في أفضل مقاطعة في مصر. لقد كان عيدًا كبيرًا ليوسف عندما رأى والده بعد عشرين عامًا. إن الله قد رتب كل هذا ليكون حسنًا. أخيرًا اعترف الإخوة بخطأهم.

أخ: "رجاءً يا يوسف، أغفر لنا ما فعلناه بك. نحن نادمون جدًّا."

يوسف: "أنا أسامحكم. لقد فعلتم شرًّا معي إنما الله لم يجعل منه إلا أمرًا حسنًا."

إن كل ما يفعله الله هو حسنٌ! كانت هذه خطته كي يبق شعبًا كاملًا على قيد الحياة.

الأشخاص: الراوي – الوكيل – أخ – يوسف.

ynamreG FEC :thgirypoC ©