47. عِقاب للبَرِيئ ٢
كان المعلم الجديد مختلف كليًّا. حتى أن المغرور جيم أصبح عاجزًا أمام الطرق الجديدة التي اتبعها المعلم. كان المعلم قد بدأ النهار بالصلاة، وبعد ذلك... أتت الصدمة رقم 2.
المعلم: "إذا كنا نريد أن نحصل على نتيجة من تعاوننا سوية فنحن بحاجة إلى قواعد مدرسية جديدة. أريدكم أن تأتوا بها."
أخذ جيم نفسًا عميقًا. فهم لم يتعودوا على شيء مثل هذا من قبل.
تلميذة: "عدم الغش في الإمتحان."
المعلم: "هذا جيد. لكن القواعد لها قيمة فقط عندما يكون هناك عقاب على عدم الالتزام بها."
جيم: " ثلاث ضربات لمن يغش."
في تلك الأيام كان لا يزال مسموحًا الضرب بالعصا.
كتب المعلم هذه القاعدة بالإضافة أيضًا إلى غيرها من قواعد النظام. وهكذا سارت الأمور على خير ما يرام لعدّة أسابيع. لكن في صباح أحد الأيام دخل المعلم إلى الصف حزينًا.
المعلم: "اتركوا كتبكم مغلقة، عندي خبر غير سار. أحدكم خالف النظام وسرق زوادة جيم. هل يريد المذنب أن يظهر نفسه؟"
حبس الكل أنفاسهم وساد الصمت. أما طوم الصغير الذي كان يجلس في الصف الأمامي بدأ بالتأتأة:
طوم: "أأأنا، أأأنا الفاعل. لقد كنت، لقد كنت ... جائعًا جدًّا. لذلك أخذت زوادة جيم. أنا آسف..."
كان أهل طوم من الفقراء جدًّا وغالبًا كانوا يبقون دون طعام. لذلك لم يرد أحدٌ بأن يعاقب طوم على ما فعله. إنما وجب على المعلم أن يبقى صارمًا.
المعلم: "لقد خالفتم القواعد، والمخالف يجب أن يعاقب وإلا يفقد النظام معناه ولا يلتزم به أحد بعد ذلك. طوم، تقدّم إلى الأمام. عشرة ضربات بالعصا، هذا هو عقاب السارق."
أمسك المعلم بالعصا و...
جيم: "توقف، هذه زوادتي وأنا أسامحه."
المعلم: "هذا لطف منك يا جيم، لكن بالرغم من هذا فإن العقاب يجب أن يُدفع."
جيم: "إذًا إضربني أنا ولا تعاقب طوم."
المعلم: "حسنًا. هذا ممكن. إن قانون المدرسة يقول عشرة ضربات، لكنه لا يذكر من يجب أن يتلقى هذه الضربات."
ثم إختبر التلاميذ كيف أن البريء تلقى العقاب عوضًا عن اللص. وهذه كانت بداية صداقة بين جيم وطوم. بعد ذلك أصغى التلاميذ إلى المعلم بإهتمامٍ كبيرٍ عندما أخبرهم عن الشخص الذي تلقى قبل الكثير من السنوات العقاب عوضًا عن كل الناس.
المعلم: "إن يوم الجمعة العظيمة يذكرنا بأن يسوع كان بريئًا وحمل العقاب من أجلنا. نحن كلنا خالفنا قانون الله ولذلك تطوع يسوع ورضي بأن يُعاقب عوضًا عنا. حتى أنه قَبِلَ بأن يموت على الصليب. مَنْ يؤمن بذلك يحصل على الحرية والحياة الأبدية. الكفالة على ذلك هو عيد الفصح، فعندها قام يسوع من الموت وهو حيٌ.
الأشخاص: الراوي – المعلم – تلميذة – جيم – طوم.
ynamreG FEC :thgirypoC ©