04. السَّفِينة الشِّراعِيَّة الصَّغِيرة
أخيرًا، أتت العطلة الصيفية! إنتظر سمير هذه العطلة بشوق كبير. فقد أراد أن ينام كثيرًا وأن يخصص لهوايته الكثير من الوقت. إنشغل بحماس لعدَّة أيام ببناء سفينة شراعية، حتّى أنه سُمح له باستعمال مشغل والده. عندما انتهى من بناء السفينة دهنها باللونين الأحمر والأزرق وثبَّتَ على الأعمدة الثلاثة أشرعة بيضاء. حمل سفينته وذهب إلى الشاطىء، فخورًا بنفسه، حيث أبحر على الأمواج بفرح. من شِدَّة فرحه لم يلاحظ أن عصابة من اللصوص كانت تراقبه وتقترب منه تدريجيًّا.
شاب: "هل صنعت هذا الشيء بنفسك؟ الآن سنجربه بأنفسنا."
وقبل أن يقول أية كلمة، تَلَقّى سمير دفعة أوقعته أرضًا. لكنه عندما استعاد وعيه كانوا قد ابتعدوا وأخذوا السفينة معهم. عاد إلى البيت حزينًا دامعًا.
الأب: "سأشتري لك سفينةً جديدةً."
سمير: "آخ، بابا... لكنني أُفضّل سفينتي التي صنعتها بنفسي."
مضت أسابيع عِدَّة. في يومٍ من الأيام رأى سمير سفينته معروضةً في واجهة أحد المحلات.
سمير: "بابا، أنظر! هذا سفينتي الصغيرة!"
الأب: "هل أنت متأكد؟"
سمير: "نعم، أكيد! ألا ترى هذه العلامة على مقدمة السفينة؟"
بسرعة دخل سمير إلى المحل وقال للبائعة:
سمير: "هذه السفينة ليست لكِ، إنها لي أنا."
شرح والد سمير الأمر للبائعة التي لم تكن تعلم الحقيقة، فقالت:
البائعة: "لقد اشتريت هذه السفينة من بعض الشُبَّان. عندي لك اقتراحٌ. سأعطيك السفينة مقابل المبلغ ذاته الذي اشتريتها به."
وافق سمير، ودفع من ماله ثمن السفينة التي كان قد بناها.
في طريق العودة، قال:
سمير: "أيتها السفينة الصغيرة! الآن أمتلكُكِ مرَّتين. مرَّةً عندما صنعتكِ ومرَّةً ثانيةً عندما اشتريتكِ."
الأب: "هل أنت مُلك الله مرّتين؟"
سمير: "ماذا تقصد بمرتين؟"
الأب: "إسمع، إن الله قد صنعنا نحن البشر، لكن بسبب خطايانا إبتعدنا عنه. وعندما مات يسوع من أجلنا على الصليب، قد دفع حياته ثمنًا لنا كي نعود مُلكا لله."
سمير: "وكيف أستطيع أن أعرف بأنني مُلكٌ لله مرتين؟"
الأب: "أطلب من يسوع بأن يغفر كل خطاياك وبأن يأتي إلى حياتك، عندها ستصبح ابنًا للرب وكابنٍ للرب ستكون مُلكه مرتين."
الأشخاص: الراوي – شاب – الأب – سمير – البائعة.
ynamreG FEC :thgirypoC ©