48. الحُلْم الغَامِض ٢
لم يعد الملك نبوخذناصر يستطيع النوم. أخذ يتقلب في فراشه قلقًا ومتوترًا. فنادى خادمه. (جرس)
الخادم: "يعيش الملك، ماذا عليّ أن أفعل؟"
الملك: "نادِ كل الحكماء والعرافين ليأتوا إليَّ في الحال."
(بلبلة أصوات، خطوات، سكون)
الملك: "لقد حلمت حلمًا جعلني متوترًا لا أعرف النوم، فسّروا لي معناه."
عرّاف: "أيُّها الملك العظيم، أخبرنا بما حلمت وعندها سنفسر لك كل شيء."
الملك: "كلا، عليكم أنتم أن تطلعوني على الحلم. أنا أصرّ على ذلك. إذا استطعتم ذلك سأكافئكم بسخاء. أما إذا لم تعلموني بالحلم وبتفسيره سأقطعكم قطعًا."
عرّاف: "حسنًا، عندما نعلم ما هو الحلم، سنقول لجلالتك ما تفسيره."
الملك: "حجة رخيصة. أنتم تريدون كسب الوقت فقط."
عرّاف: "إن ما يطلبه جلالة الملك هو شيء مستحيل. ما من إنسان يستطيع أن يعرف حلمك. لكن تفسير الأحلام هو أمرٌ آخر، نستطيع أن نقوم به."
هنا سيطر الغضب على الملك وأمر بقتل جميع الحكماء.
حتى أن هذا الحكم بالموت قد شمل دانيال ورفاقه أيضًا. لم يكن دانيال يخاف شيئًا. فهو عندما علم بسبب إصدار هكذا حكم، ذهب إلى بيته وأخبر رفاقه بالأمر.
دانيال: "علينا أن نصلي لإلهنا الذي يعلم كل شيء. هو يستطيع أن يطلعني على السر."
الله هو الوحيد الذي كان يستطيع أن يساعدهم.
وقد ساعدهم فعلًا. ففي الليل أطلع دانيال على الحلم.
دانيال: "أنت إله رائع. أنا أشكرك. أنت تعلم كل شيء. وقد إستجبت إلى صلاتنا."
طلب دانيال مقابلة الملك.
الملك: "هل تستطيع حقًّا أن تطلعني على الحلم؟"
دانيال: "إن ما يطلبه جلالة الملك، يعصى على إي إنسان. لكنه يوجد إلهٌ حيٌّ يكشف كل الأسرار. وهو أراد أن يكشف لك في الحلم ما سيحدث في المستقبل. رأى الملك في الحلم تمثالًا عظيمًا هائلًا، منظره يرعب. رأسه من الذهب الخالص. هذا يمثل مملكتك التي هي أكبر وأقوى من جميع الممالك. أما بالنسبة لما تبقى من الحلم، يشير بأن المملكة ستصغر وتضعف من بعدك وفي النهاية تقسّم إلى عدة ممالك. في الوقت ذاته سينشىء الله مملكته التي ستدوم إلى الأبد. إن هذا الحلم سيتحقق."
الملك: "إن إلهك هو ملك الملوك."
لقد أعجب الملك بتفسير الحلم. فجعل من دانيال رجلًا غنيًا جدًّا وغمره بالهدايا. لكن ما سيفعله بعد ذلك... ستسمع ذلك في القصة القادمة.
الأشخاص: الراوي – الخادم – الملك – عرّاف – دانيال.
ynamreG FEC :thgirypoC ©