36. إكتِشَاف سَامي

عبر شوارع نيويورك هبت رياح باردة. فغطى سامي أذنيه بقبعته. كان والده يصطحبه معه في نزهة عند مساء كل يوم. سيارات تمرّ بقربهم مسرعة. صرير مكابح. سيدات حاملات سلات التسوق يتدافعن للصعود إلى الحافلة (البوسطة). باختصار، إن الجميع هنا مستعجل (على عجلة من أمرهم).

سامي: "ما هذا؟"

الوالد الذي كان مستغرقًا في أفكاره، سأل:

الوالد: "ماذا تقصد؟"

سامي: "النجم، بابا ذلك النجم! ألا تراه أنت أيضًا؟"

بلهفة أشار سامي إلى نافذة بيت حيث وُضعت شمعةٌ مضاءةٌ، بدت له كما لو أنها نجمة.

الوالد: "إن أصحاب البيت قد أضاءوا شمعة لإبنهم ووضعوها في النافذة مما يعني أنه بعيد جدًّا عنهم يحارب الأعداء. إذا أصيب برصاصة عندها يطفئونها."

خلال متابعة نزهتهم، أخذ الوالد يفكر في نفسه: "آمل بأنني لن اضطر أن أضع شمعة لإبني في النافذة."

في هذه الأثناء أخذ سامي يبحث عن نجوم أخرى.

سامي: "بابا، هناك واحدة أيضًا. وواحدة أخرى، انظر حتى أنه في تلك النافذة توجد شمعتان، بالتأكيد هذه العائلة لديها إبنان في الحرب."

عند نهاية الشارع، رفع سامي رأسه وتوقف فجأة. لقد حبس أنفاسه كما لو أن شيئًا غير عاديًّا قد حصل.

سامي: "بابا، انظر هناك!"

لقد اكتشف كوكب الزهرة ساطعًا في وسط السماء المظلمة.

سامي: "هل الله عنده ابن أيضًا؟ فهو يضع أيضًا نجمة في نافذته."

الوالد: "نعم، الله عنده ابن وحيد. لقد أرسله ليحارب الشر في العالم. لقد انتصر لكن ليس بقوة السلاح، إنما بالمحبة وهذا ما كلفه حياته. حتى أنه أحب أعداءه الذين سمّروه على الصليب. لكن عاد وأقامه من الموت. ونحن نستطيع من خلاله أن نعيش بسلام مع الله وكذلك مع الناس."

فيما بعد أخذ سامي يفكر مرارًا بالنجوم على النوافذ وبمن دفع حياته ثمنًا للحرب ضد الشر. يسوع قد أعطانا السلام. لكن بالرغم من ذلك لا يزال يوجد في يومنا هذا حروب مدمرة تنشر الرعب والبؤس. حياة أناس كثيرين تنتهي بسبب الرصاص والقنابل. لكنهم لا يستطيعون إطفاء النجم في نافذة الله. كما أنهم لا يستطيعون قتل مَن يمنح الخلاص والسلام لِمَنْ يؤمن به: يسوع المسيح.

الأشخاص: الراوي – سامي – الوالد.

ynamreG FEC :thgirypoC ©