64. كَيفَ تُصبِح إبْنًا لله ٥
كانت الكارثة في هاييتي كبيرة. لقد زحلت الأرض بسبب العاصفة الهوجاء، وتدحرجت الصخور من أعالي الجبل إلى أعماق الوادي، فطمرت كل القرية التي كانت تسكن فيها تيفام. لكن الله قد خلَّص حياتها فنُقلت إلى مستشفى "المرسلين" حيث تعافت واستعادت صحتها بسرعة. أحبت الممرضات تيفام وفرحن بتحسن حالتها.
الممرضة: "لقد استعدت عافيتك يا تيفام. هل ترغبين بتعلم القراءة والكتابة؟"
تيفام: "نعم، أنا أرغب، لكنني أخاف من الكتاب."
الممرضة: "ما من سبب يجعلك تخافين من الإنجيل. ففيه مكتوب بأن يسوع يحب الأولاد."
منذ ذلك الحين واظبت تيفام على الذهاب إلى مدرسة المرسلين يوميًا. إنما أثناء ساعة التعليم الديني كانت بكل بساطة تسد أذنيها، لكن في بعض الأحيان كانت تسترق السمع. فهي لم تفهم ماذا عنى المعلم بعبارة "ابن الله" فأمسكت بقوة بالطلسم الذي كانت تعلقه في رقبتها. مما جعل الفتاة التي كانت تجلس بقربها تسخر منها، عندها إنفعلت تيفام وخرجت بسرعة من الصف باكية.
الممرضة: "تيفام، لماذا أنت تبكين؟"
تيفام: "أنا لا أستطيع أن أفهم هذا... كيف أستطيع أن أصير ابنة الله."
الممرضة: "مَن يؤمن بالله ومَن يقبل الرب يسوع في حياته يصبح إبنًا لله."
تيفام: "أبي سيعاقبني إن أنا فعلت ذلك. أنا خائفة."
الممرضة: "نحن سنصلي له لكي يؤمن هو أيضًا يومًا ما بابن الله."
عندها تشجعت تيفام وأخذت تصلي.
تيفام: "أيُّها الرب يسوع، أنا أومن بك. اغفر لي ذنوبي وتعال أدخل إلى حياتي."
الممرضة: "لقد أصبحت الآن ابنة لله، يسوع سيكون معك دائمًا."
تيفام (بسرور): "أنا ابنة لله."
بعد مدة من الزمن أتى والدها لأخذها إلى البيت فحصلت على الكتاب المقدَّس كهدية وداع. نظر الأب إلى الأمر بسخريةٍ دون أن يقول أية كلمة حتى وصلوا إلى البيت.
أوستيل: "هل تؤمنين أنت أيضًا الآن بهذا المدعو يسوع؟"
تيفام: "نعم بابا، أنا ابنة لله، رجاءً، إقبل أنت يسوع في حياتك. ففي الإنجيل مكتوب مَن يفعل هذا يصبح ابنًا لله..."
لم تصل تيفام أبعد من ذلك. فوالدها كان قد أخذ الكتاب المقدَّس منها ومزقه إلى ألف قطعة تطايرت في الهواء. وبعد ذلك...
في القصة القادمة سأخبرك كيف تطورت الأمور.
الأشخاص: الراوي – الممرضة (من مستشفى المرسلين) – تيفام – أوستيل.
ynamreG FEC :thgirypoC ©